الجمعة، 24 أبريل 2015

خبراء التعليم يناقشون برامج تطوير الثانوية العامة توحيد المناهج بين العام والفني يحتاج تنسيقاً وخبرات صلاحية ممتدة للخروج من عنق زجاجة الإعدادية إعداد المعلم المؤهل ضرورة قبل التجريب

خبراء التعليم يناقشون برامج تطوير الثانوية العامة
توحيد المناهج بين العام والفني يحتاج تنسيقاً وخبرات
صلاحية ممتدة للخروج من عنق زجاجة الإعدادية
إعداد المعلم المؤهل ضرورة قبل التجريب
تحقيق: سيد أبواليزيد ـ حازم محمد خليفة -محمود حافظ
انتقد خبراء التعليم غياب الاستراتيجية الواضحة المتكاملة بعيدة المدي للتعليم المصري مما أدي إلي حالة من التخبط والارتباك ما بين تعدد الرؤي لتطوير التعليم الثانوي أو الغاء الصف السادس الابتدائي ثم عودته أو المطالبة بفرقة دراسية رابعة في الاعدادية واعتبارها سنة تأهيلية للتغلب علي مشكلة السنة "الفراغية".
حذر خبراء التعليم من انه في ظل هذا التضارب سوف نجد من يلتحق بالجامعة خلال السنوات المقبلة وخاصة بكليات القمة من بين الطلاب الراسبين!! وطالب البعض بعدم اقتصار التطوير في مرحلة الثانوية العامة علي جدول الحصص فقط!
* يؤكد د.عبدالمطلب القريطي عميد كلية تربية حلوان السابق ان علاج مرحلة التعليم الثانوي لابد أن يتوازن بين الاهتمام بالثانوية العامة وتطويرها وزيادة الاقبال علي التعليم الفني الثانوي بمختلف أنواعه وتشجيعه. قال انه يمكن تشجيع التعليم الثانوي الفني من خلال توسيع قاعدة طلابه المقبولين بالكليات والمعاهد الفنية المتخصصة بالتعليم العالي بهدف تخفيف العبء علي الثانوية العامة.
أوضح أنه لا ينبغي أن يقتصر القبول بالجامعات علي امتحانات الثانوية العامة فقط ورصيد الدرجات حيث انها ليست المعيار الأساسي في تفوق الطالب وأحقيته في الالتحاق بأفضل الكليات بدليل وجود حالات رسوب واسعة بين المتفوقين في الثانوية العامة عندما يلتحقون بالجامعة. أشار إلي أنه يمكن اللجوء إلي عقد امتحانات قبول لكل مجموعة نوعية من الكليات بحيث انه في حالة اجتياز طالب الثانوية لا يحصل علي درجة محددة تؤهله مع درجته في الثانوية العامة مع درجات المواد المؤهلة لكل كلية.
طالب بضرورة اعادة النظر في امتحانات الثانوية العامة بحيث يمكن اللجوء إلي عقد امتحان لا مركزي علي مستوي اقليمي لتخفيف الاعباء بجانب اعادة النظر في نظام مرحلتي الثانوية العامة اللتين حولتا منازلنا إلي مركز طواريء علي مدي 3 سنوات خوفا من نزيف الدرجات وضياعها في مسابقة الامتحانات.
أضاف انه ينبغي مراعاة عدم الاسراع في اضافة سنة رابعة بالاعدادية بشكل جزافي ولكن ينبغي ربط ذلك بالسلم التعليمي بشكل متكامل بهدف احداث توازن بين مراحل التعليم المختلفة. طالب بضرورة إلغاء التخصصات الجامعية التي تتميز بالتشبع وتخفيض المناهج النظري والتركيز علي المناهج ذات الطابع التكنولوجي.
صلاحية الثانوية
ويري د.محمد عبدالسلام عميد تربية حلوان ضرورة مد صلاحية شهادة الثانوية العامة إلي 3 سنوات مما يسهم في دفع الحاصلين عليها للاتجاه إلي سوق العمل والعودة مرة ثانية إلي مدرجات الجامعات بشكل سوف يسهم في تخفيف الأعباء علي الأسرة والاقتصاد المصري.
أوضح أنه ينبغي دراسة الرؤية الخاصة بمحتويات مناهج السنة الدراسية الرابعة في مرحلة الاعدادية إذا ما اعتبرناها مرحلة تأهيلية للثانوية للعامة.. لكنني أري ضرورة ربط المناهج في هذه السنة مع قدرات الطلاب ونضجهم في هذه المرحلة وبما يساعدهم ويمكنهم من مواصلة الدراسة بالمرحلة الجامعية كانت مرعاة المناهج لعدم فصلها عما يتم تدريسه واحتياج سوق العمل.
منظومة متكاملة
ويستعرض د.محمد الطيب الظاهر عميد تربية طنطا السابق المقترحات التي يتم طرحها حاليا بالأجهزة المختصة لتطوير الثانوية العامة وتعارضها مع 26 جلسة استماع سبق أن تم عقدها خلال فترة الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق مشيرا إلي أنه لا يمكن تطوير المرحلة الثانوية بمعزل عن منظومة تطوير المراحل السابقة والتي تبدأ من بداية السلم التعليمي والتي انطلقت من الصفوف الثلاثة الأولي بمرحلة التعليم الابتدائي عندما توجهنا إلي نظام التقويم الشامل ولكن كيف سيكون الحال بعد استكمال التقويم وحتي الاعدادية؟!!
أوضح أن المسألة لا ينبغي أن تقتصر علي مجرد حذف سنة من الثانوية أو الابتدائية واضافتها للاعدادية بقدر ما يكون هناك منطق لذلك لابد أن نتحرك وفق منظومة متكاملة وبحيث لا تفاجئنا وزارة التربية والتعليم بأن مشروع تطوير الثانوية العامة يقتصر علي إعادة النظر في جدول الحصص والمواد الدراسية.
شهادة منتهية
أضاف اننا بحاجة إلي أن تمتد مدة صلاحية الثانوية العامة حتي نتمكن من كسر عنق الزجاجة بحيث تكون الشهادة مؤهلة لسوق العمل وتتميز بمرونة العودة لاستكمال التعليم بعد الخروج لسوق العمل ضمانا لعدم وجود تكدس في الثانوية مستفسرا عن الأوضاع الحالية للثانوية العامة باعتبارها شهادة منتهية رغم انها غير مؤهلة للعمل!!
طالب بضرورة العودة لتطبيق نموذج المدرسة الثانوية الشاملة بحيث يتم تدريس المواد المؤهلة للجامعة مع المناهج الذهنية. أضاف مستفسرا.. كيف يتم اضافة سنة رابعة بالاعدادية و25% من الطلاب الفقراء بالمرحلة الابتدائية لا يلتحقون بالاعدادية وليس لهم أماكن مما سيؤدي لأن تزداد المرحلة سوءا كما ان 35% من الحاصلين علي الاعدادية يلتحقون بالثانوية العامة مقابل ان 65% يلتحقون بالثانوي الفني مما يستدعينا للتساؤل حول حجم الفصول المتاحة أمامنا لاستيعاب كل هذه الأعداد من التعليم الفني بمرحلة التعليم الثانوي العام.
عجز تدريس
أوضح د.نبيه العلقامي وكيل لجنة التعليم بمجلس الشوري انه ليس منحازا إلي أن يكون التعليم الاعدادي 4 سنوات مشيرا إلي اننا في حاجة إلي ترسيخ مبدأ التقييم الذاتي والمؤسسي خاصة بعد صدور قانون الجودة وضمان الاعتماد ولائحته التنفيذية.
أضاف انه لابد أن تفكر لجان التطوير في اطار من المؤسسات البحثية والعلمية مشيرا إلي أن عدد سنوات الدراسة قبل المرحلة الجامعية في العالم كله 12 عاما وفي بعض الدول 13 عاما والسنة الأخيرة تعتبر تمهيدا للالتحاق بالتعليم العالي.
قال انه لابد أن ندرس نظم الدول التي طورت من نفسها بعيدا عن هذه اللغة التي أصابت المجتمع والأسرة والمدرسة وكل مؤسسات المجتمع المدني بحيرة بالغة تحت دعاوي مختلفة علي سبيل المثال هل تكون المدارس الابتدائية خمسا أو ست سنوات والثانوية العامة سنة واحدة أم اثنتين أم ثلاثا والاعدادية ثلاثا أو أربع سنوات وهذه لغة ثبت فشلها علميا وعالميا ومصر بها حوالي 17 مليون تلميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي.
أشار إلي أنه لابد أن تجلس اللجان المتخصصة لكي تفكر وتخرج بقرار متكامل حول ماذا نريد من مرحلة التعليم قبل الجامعي ومدي توافر القيادات التعليمية والادارية التي ستحقق هذه الأهداف والبحث في طرح المناهج المتكاملة التي تدعم هذا الهدف.
أشار د.عبادة سرحان رئيس لجنة التعليم بالمجلس الشعبي المحلي لمحافظة القاهرة إلي أنه لابد قبل أن نفكر في مد المرحلة الاعدادية إلي أربع أو خمس سنوات ومد صلاحية الشهادة الثانوية إلي عام آخر أن نضع في اعتبارنا المناهج فهل سيتم تقليل حجم المواد التي تدرس بحيث تكون علي مدار 10 سنوات للتعليم الأساسي بمرحلتيه أم سيتم اضافة مواد جديدة؟! وما هي نوعية هذه المواد التي سيتم تدريسها وخصائصها؟
تجريب
أوضح محمد أبوالفتوح رئيس قسم تطوير الامتحانات بالمركز القومي للامتحانات انه لابد من العمل وفق الأسلوب العلمي وهو أن تخضع التجربة للتجريب حتي لا تحدث نتائج عكسية ونتعرف علي المعوقات لأن منظومة التعليم متداخلة مع بعضها والنظام التعليمي شائك وإذا ثبت نجاح التجربة يتم تعميمها فهناك مشاكل في تكدس الفصل بالطلاب وحشو المناهج الذي يحتاج إلي وقفة شديدة وما هو ذنب الطالب الذي حدد رغبته مسبقا في دراسة مواد أخري اضافية هو في غني عنها وتكون عبئا عليه!!
قال أشرف عبدالله مدرس لغة انجليزية بادارة المرج

الثانوية إن مد الاعدادية إلي أربع سنوات سيؤدي إلي عجز في مدرسي الصف الأول الثانوي والذين سينتقلون بالفعل إلي التدريس في السنة التأهيلية بالصف الرابع الاعدادي وإذا فرضنا انه لن يتم نقل مدرسي الثانوي وبقي الوضع علي ماهو عليه فهل يكون مدرسو المرحلة الاعدادية مؤهلين للتدريس للثانوي.
تنسيق المناهج
أضاف ان توحيد مناهج الصف الأول الثانوي العام والفني يتطلب خبرة وجهدا وتنسيقا كبيرا حتي يتسني للطالب تحديد رغبته بالالتحاق في أي من الشعبتين العام أو الفني مشيرا إلي ضرورة وجود معايير معينة يتم من خلالها التحويل إلي الثانوي العام والعكس مثل إجراء اختبارات في مادة أو أكثر يتم من خلالها تقييم الطالب وتحديد رغباته حتي لا يفضل معظم الطلاب التحويل إلي الثانوي العام.
قال د.صلاح الزناتي أستاذ بالمركز القومي للامتحانات ان وجود سنة تأهيلية بالاعدادية تجعل الطالب قادرا علي النزول إلي سوق العمل منذ المرحلة الثانوية وبهذا يكون الطالب قد جمع بين الفكر النظري الذي يؤدي إلي الجامعة ومعه الفكر العملي الذي يأخذه من نوعية التعليم الفني موضحا أن ذلك يتطلب مناهج وأدوات وأجهزة وخبراء يتولون ما ينبغي أن يدرس في هذه السنة وتحديد العلاقة بين التعليم العام والفني حيث ان خريج الثانوية العامة لا يأخذ أي خبرات تؤهله للانخراط في سوق العمل علي العكس من طالب التعليم الفني.
غياب الوضوح
قال د.محمد وجيه الصاوي وكيل كلية التربية بجامعة الأزهر انه مع التعديل والتطوير والتغيير من أجل تحسين الواقع ولكن بشروط نظرا لما يحدث من تجارب وتبديلات عشوائية غير مدروسة مثل ادخال اللغة الأجنبية في المرحلة الابتدائية والتقويم التربوي المقترح في المرحلة الثانوية والذي طبق بالفعل علي الابتدائي ومثل فكرة الصف السادس الابتدائي من الغائه وعودته وهو دليل واضح علي غياب الفلسفة الواضحة للتعليم في مصر.
أوضح أن ما يطرح حول اضافة عام دراسي للمرحلة الاعدادية أو الحلقة الثانية من التعليم ليصبح سنوات التعليم عشر سنوات أؤيده وانصح به بشرط استثمارها انسب استثمار من تطوير العملية التربوية والتعليمية بحيث يكون زمن التدريس أو الدراسة مستفادا به أي بمعني زيادة الزمن مع زيادة الأنشطة الموزعة علي السنوات المختلفة وتعديل نظام الامتحانات الذي حول الطالب لكشكول حفظ فقط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق