مصر المستقبل
بقلم : محمد علي إبراهيم "الهجاء السياسي".. تنسفه الأرقام الحقيقية |
كتب الأستاذ محمود
الكردوسي مقالا في صحيفة "المصري اليوم" هاجم فيه الرئيس مبارك
واستمراره في الحكم وطالبه بأن يترك موقعه بعد أن ساءت الأمور في مصر إلي حد
بعيد وعض الفقر بنواجذه علي كل شبر في البلد..
ومضي الزميل الفاضل في تعديد مساوئ الرئيس فقال إن الدولة ليس فيها نظام ولا قانون ولا مؤسسات ولا برلمان ولا معارضة وأن الفساد في كل ركن. والوزراء علي رقعة شطرنج. وإن كانت اللغة التي استخدمها هنا أقل حدة بكثير من اللغة التي استخدمها الزميل.. فالزميل اعتمد في مقاله علي لغة ساخرة لم يذكر فيها رقما أو يدلل بإحصائية. وإنما كان جل اهتمامه هو إشاعة صورة كئيبة وغير حقيقية لمصر المحروسة. تصور أن البلد أصبح عبارة عن "خرابة" تنعق فيها البوم والغربان. وأن الفقر ينهشنا والخوف يلبسنا. وثورة الجياع تهددنا بالفناء. بل إن فيها دعوة لتغيير الحكم بالقوة. مثلما فيها دعوة للرئيس ليترك المسئولية بعد أن وصلت مصر معه إلي مرحلة خطيرة. فلا أحد يعرف ماذا يحمل الغد؟ طبعا مقال كالذي سطره الزميل لا ينفع أن يتم الرد عليه بلغة إنشائية مماثلة. لأن ما كتبه الكردوسي عبارة عن قطعة من الهجاء السياسي العنيف الساخر الذي تجاوز كل شيء.. ولا ينفع في هذه الحالة الكتابة الإنشائية "المضادة". ولكن الأرقام هي خير دليل. الأرقام أو الإحصائيات التي سأتعرض لها هنا مصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. السؤال الهام الذي كان يمكن للكردوسي أن يطرحه. ما هو حال مصر الآن لو فكر الرئيس في التقاعد كما اقترح عليه الزميل في "المصري اليوم"؟ والرئيس لم يفرض نفسه علي الشعب. ولكن المصريين اختاروه في انتخابات تعددية لأنهم اقتنعوا ببرنامجه الانتخابي. فخلال فترة حكم مبارك ارتفع متوسط نصيب الفرد سنويا من الناتج المحلي الإجمالي من 534 جنيها إلي 8500 جنيه. وارتفع استهلاك الفرد من الكهرباء من 413 كيلو وات في الساعة إلي 1450 كيلو وات/ساعة تصل مع نهاية برنامج الرئيس الانتخابي إلي 1700كيلووات/ساعة وبالنسبة للاتصالات التليفونية ارتفعت النسبة من 1.2 خط لكل 100 شخص إلي 14 خطا لكل 100 شخص.. وارتفع عدد السيارات الخاصة من 0.33 مليون سيارة "330 ألف سيارة" إلي مليون و800 ألف سيارة.. كما ارتفع نصيب الفرد من الصرف الصحي من 34.5 لتر/يوم إلي 150 لترًا يوميا.. وإذا كان الهدف الرئيسي للمقال الذي كتبه الزميل في "المصري اليوم" هو إيضاح الحالة المزرية التي وصلت إليها مصر خلال ال25 عاماً الماضية. فإنه يهمني أيضاً إيضاح ماذا حققنا خلال هذه الفترة وكيف تطور المواطن صناعياً وزراعياً وفي مجال الخدمات التي يحصل عليها. كانت مساحة الرقعة الزراعية 6 ملايين فدان. أصبحت 8.2 مليون فدان. وزادت المساحة المزروعة محاصيل من 11.2 مليون فدان إلي 16 مليون فدان.. والدليل علي أن المصريين ارتفع مستوي معيشتهم أن الناتج الزراعي الإجمالي ارتفع من 4.1 مليار جنيه إلي 73.1 مليارجنيه.. أما صادراتنا الزراعية التي تواجه عقبات كبري فقد ارتفعت من 471 مليون جنيه إلي 6853 مليون جنيه "أي أكثر من عشرة أمثالها".. ولأدلل علي أن مصر لاتعاني جوعاً أو فقراً. فإن الإنتاج الزراعي الإجمالي ارتفع من 8.7 مليار جنيه إلي 96.7 مليارجنيه. سيقولون إنه لابد أن يكون هناك زيادة في الإنتاج. طالما أن هناك زيادة في السكان! وهذا هو المطلوب.. أن تتعادل الكفتان حتي يجد الناس ما يأكلونه.. وحتي نجد مانصدره للإنفاق علي المشروعات والتنمية! أيضا في الإنتاج الصناعي. كان الناتج الإجمالي للصناعات التمويلية ومنتجات البترول 8.9 مليار جنيه وأصبح الآن 274 مليار جنيه أي أنه زاد أكثر من 30 مرة! الناتج الصناعي الإجمالي كان 2.7 مليار جنيه وأصبح 91 مليار جنيه "زاد أكثر من 30 مرة". أيضا قيمة الصادرات الصناعية المصرية كانت 514 مليون دولار وأصبحت الآن 2679 مليون دولار هذا بالإضافة إلي أن زيادة عدد المصانع من 1212 مصنعاً ليصبح الآن 2679 مصنعاً. لقد بلغت قيمة الناتج المحلي للاستخراجات من بترول وغاز 9.76 مليار جنيه وكانت قبل ذلك 7.2 مليار جنيه!.. من ناحية أخري فإن قيمة صادرات البترول والغاز ارتفعت من 3030 مليون دولار إلي 6952 مليون دولار. في 25 عاما ارتفعت طاقة الكهرباء من 5.18 مليار كيلو وات / ساعة إلي 130 مليار كيلو وات / ساعة كما قامت الحكومة بإنارة 5.38 ألف تابع وتجمع بعد أن كانت خمسة آلاف فقط. حتي في العمالة. زاد عدد العاملين بالقطاع الصناعي من 2.1 مليون عامل إلي 6 ملايين و600 ألف عامل. لن أظل أقول الأرقام. رغم أنها ضرورية لأولي الألباب. ولكني أقول مثلا إن مصر التي زاد فيها عدد الليالي السياحية من 6.9 مليون ليلة سياحية إلي 7.85 مليون ليلة سياحية. وهل كان هذا سيتحقق بدون استقرار وأمان؟! كان عدد المدن الجديدة اثنين. وأصبحت 25 مدينة.. عدد المصانع المنتجة بهذه المدن ارتفع من 1902 مصنع إلي 3322 مصنعاً. 638 ألف وحدة سكنية بالمدن الجديدة و2.22 مليار دولار واردات سلعية و13 مليون مشترك في خطوط التليفون الأرضي و8 ملايين مشترك في المحمول و17 مليون طالب في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي و436 كلية ومعهدا حكوميا وخاصا و60 كلية أزهرية و6.1 مليون طالب أزهري وأسطول بحري تجاري به 126 سفينة وطرق من الإسكندرية لأسوان طولها 47 ألف كيلو متر بعد أن كانت 17 ألفا فقط.. و.. و.. و.. أسهل شيء أن أهجو. واصعب شيء أن اتحدث بالارقام! |
هذه الصفحة بأخبار الدورة التجارية ونشر مقالات الدورة ويمكنكم متابعة باقي أنشطة الدورة من خلال صفحة الفيس بوك الخاصة بها وهي https://www.facebook.com/togaria31?ref=hl&__mref=message_bubble وموقع الدورة على الويب هو
الجمعة، 24 أبريل 2015
مصر المستقبل "الهجاء السياسي".. تنسفه الأرقام الحقيقية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق